" كريسماس " جزيرة تغتال أحلام اللاجئين في أستراليا
الكثير يقصدون قارة أستراليا لتقديم اللجوء لكنهم لا يعلمون حقيقتها
كتب أحد اللاجئين العراقيين برسالة نشرت في أحد المنتديات إلى والدته يقول: بعد عناء 4 سنوات من الخوف والترحال من بلد لآخر، وصلت إلى أستراليا وطلبت اللجوء السياسي. وأضاف: ركبنا السفينة وتشهدنا وسلمنا أمرنا لله سبحانه ودخلنا المحيط وأيدينا على قلوبنا وانكسرت السفينة في سادس يوم لنا بالبحر وتشهدنا شهادة أخيرة وقرأنا. والله شفت الموت بس ربنا فرجها وأرسل لنا خفر السواحل الأسترالية وقعدنا عندهم في البارجة الأسترالية ٤ أيام في سجن، وخامس يوم في البارجة وصلنا كريسماس وصج تأكدت انه انتحار، ياجماعة نسالكم الدعاء لنا بالتوفيق بقضية اللجوء محتاجين دعاءكم لنا كانت تلك رسالة لاجئ، اتكأت على وجع الانسان العربي الذي فر من بلاده للبحث عن أحلامه في المجهول. اليوم آلاف العرب والمسلمين يقصدون قارة أستراليا لتقديم اللجوء، لكنهم لا يعلمون ما ينتظرهم هنا فقد عمدت الحكومة الاسترالية منذ سنوات إلى احتجاز اللاجئين في جزيرة كريسماس التي تبعد عن سواحل اندونيسيا ساعة واحدة، بينما تقع على بعد 2600 كم شمال غرب مدينة بيرث عاصمة ولاية أستراليا الغربية. جزيرة كريسماس (بالإنجليزية: Christmas Island) هي منطقة صغيرة غير ذاتية الحكم، تتبع أستراليا وتقع الجزيرة في المحيط الهندي وهنا حكاية شابين شقيقين من العراق، الأول خرج من الجزيرة ويعيش في مولبورن بعد حصوله على اللجوء، في ما شقيقه الثاني رفض طلبه، ولا يزال محجوزا هناك. يقول محمد.س (عراقي الجنسية) بالهاتف : إنه توجه وشقيقه عبر قارب للصيد، كان على متنه أكثر من 17 لاجئا من جنسيات مختلفة، إلى أستراليا. مبينا أنهم في أكثر من مرة كادوا أن يتعرضوا للغرق، لصغر حجم القارب وأضاف محمد أن قوات خفر السواحل الاسترالية اعترضت قاربنا، واحتجزتنا، وتم نقلنا الى جزيرة كريسماس، ولم نكن نعلم عنها شيئا، لكننا تفاجأنا بعدد اللاجئين هناك، ويستطرد: المحظوظ من يصل سواحل استراليا ويدخل القارة فيختفي فيها، لكن من تعتقله القوات الاسترالية فمصيره جزيرة أحلام اللاجئين المؤجلة يتنهد عبر الهاتف، ثم يواصل حديثه : لم نكن نستطيع التجول في الجزيرة، بل كانت أسوار المخيم تحدنا من كل جانب، وفي كل زنزانة ينام فيها 18 لاجئا. كل شيء هناك مؤلم، أحلامك سرعان ما تتوارى. هل تصدق أنني وأخي وصلنا معا، وبعد عام كامل من الاحتجاز حصل شقيقي على اللجوء ودخل مولبورن، في ما لا زلت أنتظر قبول لجوئي لأكثر من 3 أعوام. محمد ليس حالة استثنائية، بل من يمنح حق اللجوء هو الحالة الاستثنائية. ويضيف: وصلنا إلى مرحلة قمنا فيها بتكسير الأبواب وحرق المعتقل، وتحطيم كل شيء، وقبلها تحطمت كل أحلامنا، هل أستراليا ما حلمنا بها ، وحول الأعداد الموجودة في الجزيرة قال محمد: في المعتقل لا يزيد عددنا على 1200 لاجئ جلهم من فلسطين والعراق، بالإضافة إلى الأفارقة، ولكثرة وصول اللاجئين يتوزعون على سجون أستراليا في مدن مولبورن وبيرث وسيدني. يعترف محمد أنه وكثير من اللاجئين حاولوا الهرب لكنهم في نهاية المطاف يعودون، فالبحر في كل اتجاه. يقول : أحيانا نهرب فقط لكي نشعر بالحرية، وتلقي علينا القوات الاسترالية القبض على سواحل الجزيرة. كثيرا ما تصادمنا معهم، وآخر مرة كان الصدام قويا يروي محمد التعامل السيء وغير الانساني من قبل الحراس، مؤكدا أن كثيرا من اللاجئين يتعرضون للضرب والاحتجاز في سجون انفرادية، وفي ذات الوقت اعترف انه حاول الانتحار لولا إيمانه بالله . محمد كغيره من مئات العرب الذين ينتظرون قبول لجوئهم والدخول إلى أستراليا، لكنهم لم يكونوا على علم أنهم قد يظلون في جزيرة اغتيال الأحلام لسنوات طويلة.