الأربعاء, 2024-04-24, 11:45 PM
أهلاً بك ضيف | RSS
النظام البعثي وسياسة تربية وانتقاء الشبيحة

الأحد 17 صفر 1434هـ - 30 ديسمبر 2012م

 

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

يخطئ من يظن أن ما يعرف باسم الشبيحة وهي الميليشيات التي ظهرت بلباس مدني وتتميز بالوحشية في دفاعها عن النظام السوري هي وليدة الأحداث الأخيرة أو أنها جزء من أجهزة الأمن سابقا أو الجيش النظامي أو حتى فرق خاصة يتم انتقاءها من مختلف دوائر الدولة ، ويخطئ أكثر من يعتقد أن هذه الميليشيات عبارة عن مرتزقة جاءت من خارج سورية أو داخلها ، فهناك فرق كبير بين المرتزق وبين الشبيح في العمل الميداني داخل سورية وإن كان الجميع يسعون إلى هدف واحد . فالشبيحة نوعان : الأول تمت تربيته منذ الصغر حيث إما التقط " لقيط " مجهول النسب وهم كثر في الملاجئ المختلفة بأنحاء سورية ، والثاني يتم تحويله من مجرم محكوم بأحكام قاسية إلى شبيح تحت الطلب وهم كثر في السجون السورية . وبهذا الصدد روى لي صديق مطلع أن رجال ماهر الأسد كانوا يزورون السجون السورية ويدرسون ملفات المجرمين بانتظام وكلما لفت نظرهم شخص ينفع أن يكون شبيحا في المستقبل ساوموه على تخفيف الحكم مقابل أن يكون مجرما وقت اللزوم ، وبالطبع فإن أغلب المحكومين يرحبون بهذا العرض دون أن يفكروا بالعواقب طالما أنه سيخرج من السجن ويكون من رجال ماهر أو آصف أو شاليش أو غيرهم من الأسماء الكثيرة . وعن تربية الشبيح فإن الأمر يختلف بالنسبة للأول عن الثاني ، فالطفل الشبيح تتم تربيته في بيئة مواتية تماما لما يراد له أن يكون وبهذا الصدد أيضا يفيد هذا المطلع أن هناك دور حضانة ورعاية ومدارس خاصة جدا لمن يتم اختيارهم من الأطفال ، ويتم غرس افكار معينة برؤوسهم منذ الصغر مثل الوهية الرئيس وقدسية النظام وأنه لا أحد فوق هذا النظام ، وكلهم على الإطلاق لا يتم إعطائهم علوما عادية أو مواد دراسية من شأنها أن تساعدهم على الفهم بل غرس أفكار ومعتقدات لينشئوا عليها ويؤمنوا بها ، ويفيد المصدر أن "علي دوبا" رئيس الاستخبارات والرجل القوي في عهد حافظ الأسد كان هو المسؤول الأول عن الإشراف على هذه المدارس وأن إحدى السيدات من اللاذقية كانت تضع المناهج الخاصة بهؤلاء الأطفال وأنه كان يمنع منعا باتا لأي كان زيارة تلك المدارس أو الإطلاع على أسرارها ، وأما عن المعلومات التي حصل عليها هذا المصدر فيقول أن أحد الأطفال هرب أثناء رحلة نظمتها لهم المدرسة الخاصة وكان السبب كما يبدو غيرة هذا الطفل من زميل له أو ما شابه وأنه اضطر إلى دخول أحد البيوت وتحدث في ليلته تلك عن معظم ما يحدث له رغم أن أهم درس يتلقاه هؤلاء الصبية هو عدم الحديث والكتمان ولكن لكل قاعدة شواذ كما يقولون . وعلى الرغم من اختفاء هذا الطفل واعتقال عدد من الأشخاص الذين التقى معهم إلا أن بعض المعلومات تسربت ولم يتحدث بها في ذلك الوقت اي شخص حتى ظهرت فئة الشبيحة واعترف عدد منهم بعد أسرهم لدى الجيش الحر أنهم نشأوا في مدارس خاصة وأنهم لا يعرفون آبائهم منذ الصغر ، وطبعا البعض الآخر وهم الأكثرية كانوا خريجي السجون والمعتقلات حيث اعترف أحد الشبيحة من محافظة حلب أنهم أخرجوه من السجن بعد الحكم عليه بالمؤبد وقضى فقط تسعة أشهر ثم وافق بأن يكون من رجال ماهر الأسد كما قالوا له وعندما بدأت الثورة استدعوه مع الزملاء وقالوا له اليوم جاء دوركم ولمثل هذا اليوم أخرجناكم من السجن . يقول الشبيح المعتقل أنهم اعطوه اسلحة كثيرة وقالوا له افعل ما تريد قتلا ونهبا واغتصابا ولن يحاسبك احد وأنهم اختبروه بالطلب منه أن يقتل أحد الصبية وعمره 16 عاما فقتله وهكذا أصبح شبيحا موثوقا . وإذا عدنا إلى سياسة حزب البعث منذ البداية أو أدبيات الحزب أو حتى المعتقدات نجد أنهم أقاموا نهجهم في سورية ومنذ استلام الأسد الأب لمقاليد الحكم على الإلحاد الديني ونكران العقيدة والخروج على كل نطاق عقائدي وبشري وانساني إلا عقيدة البعث التي لخصها شاعرهم وقتها بقوله "آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالحزب دينا ماله ثاني" وهي التي تم نشرها في مجلة الشرطة في أواخر السبعينات وبسببها بدأت شرارة الصدام الفعلي بين الإسلاميين والبعثيين السوريين ، وعلى هذا المبدأ والنهج تمت تربية مئات الأطفال اللقطاء وتغذية عقولهم بما يخدم نظام البعث والرئيس الاسد سابقا وحاليا. وعليه يجب أن نعلم أن الشبيحة نوعان : شبيح بالنشأة والتربية وهذا من الصعب تغييره جذريا إلا بسقوط نظام البعث وعندها سيعيد التفكير بما نشأ عليه ، وشبيح مجرم متمرس في الإجرام تمت مساومته على عقوبة جرائمه بأن يقترف المزيد من الجرائم ، وهذا لا فرق كبير بينه وبين المرتزق الذي يقاتل لأجل المال لأن الشبيح قبض أولا بالإفراج عنه والمرتزق يقبض آخرا بعد تأدية عمله عافانا الله وإياكم من فئات الشبيحة كلها ومن والاهم ومن أعانهم وساعدهم

 


 

  الأخوان المسلمون العرب وأوجه الخلاف بينهم

السبت 25 ذو الحجة 1433هـ - 10 نوفمبر 2012م

 

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لا شك أن الربيع العربي الذي حقق هدفه في بعض الدول العربية ولا يزال يسعى في بعضها الآخر قد صعد من نجم الاخوان المسلمين كحركة شعبية لعبت دورا هاما في تلك الدول وخاصة في مصر حيث استطاعت جماعة الاخوان المسلمين الوصول إلى منصب الرئاسة في لعبة سياسية شعبية شائكة ضبطت حلقاتها بإحكام مع كل ما واجهته من تحديات داخلية وخارجية .. ولا شك أيضا أن التعطش الشعبي للدين والرجوع للعقيدة والتيار الإسلامي لعب دورا هاما ورئيسيا في وصول تلك الجماعة إلى سدة الحكم خاصة مع ما كانت شعوب المنطقة تجده من معاناة واضطهاد على يد الحكومات والأجهزة الأمنية السابقة إلا أن المراقب لتسلسل الأحداث يجد أن الأهواء الشعبية والعواطف الإسلامية العامة ستجد صعوبة في فهم الواقع السياسي المعقد فليس بالضرورة إذا وصل رجل إسلامي إلى سدة الحكم أنه يستطيع أسلمة كل شيء وتغيير أسس وقوانين أقيمت عليها الدولة منذ عشرات السنين كما أن التحالفات الدولية والاتفاقيات الرسمية لا تسمح بالتغيير الجذري مطلقا وسوف يجد الرئيس نفسه أمام مفترق طريق ، إما العواصف العاتية أو السير مع التيار ، وفي كلتا الحالتين سيخسر الدعم الشعبي أو ما يسمى بعامة الناس الذين يطلبون منه المستحيل ويراقبونه ولا يمنحون في أحسن الأحوال فرصا كافية لتحقيق أي هدف وهو ما حدث في تونس "النهضة" وما بدأت بوادره تظهر في مصر "الإخوان" وهو نفس السبب الذي تتأخر الدول الغربية لأجله بتقديم الدعم لثوار سورية فهم يخافون من صعود نجم الاخوان ووصولهم إلى سدة الحكم في سورية ايضا ، إلا أن المهتمين بالشؤون المصرية يرون أيضا أن ما يقال عن أسلمة القوانين أو حتى أسلمة المناصب في مصر بعيد المنال من جهة وغير مطروح أصلا على طاولة التغيير والإصلاح وما شابه من جهة أخرى ، بل على العكس تماما هم يرون أن مصر الآن لا يحكمها الإسلاميون بالمعنى الصحيح فهاهي جميع المطالب التي كان الشعب يطالب بها لم تتحقق وكل ما في الأمر ان مبارك تنازل عن الرئاسة تحت ضغط شعبي ليصعد مرسي لهذا المنصب وإن اختلفت الطرق. فمثلا لم يتم قطع العلاقات مع إسرائيل ، ولم يفتح بعد معبر رفح بالمعنى المطلوب وعلى عهد مبارك كانت الانفاق تغلق والآن الانفاق مع غزة تنسف . أيضا رسائل مرسي مع الكيان الصهيوني والتي أحدثت ضجة ورد فعل شعبي كبير ، والعلاقة مع امريكا التي لم تتغير ، ولم يطرد السفير السوري من القاهرة بمعنى إغلاق السفارة السورية وكما أنه ليس هناك اعتراف رسمي لا بالجيش الحر ولا بالمجلس الوطني ولا بكل أطياف المعارضة السورية. ثم إن العلاقات مع إيران تحسنت بشكل ملحوظ ومنذ اليوم الأول لفوزه بالرئاسة طمأن مرسي إيران على العلاقة المستقبلية ، وبعد استلامه بأيام افتتحت أول حسينية بمصر ! ومن ثم أيضا الحملات الأمنية على التيارات الإسلامية مع اختلاف التسمية من تيارات متشددة إلى خلية نصر وغيرها . ولهذا فإن الغرب مطمأن تماما لنظام الحكم في مصر ويرى أنه لا يختلف كثيرا عن سابقه إلا بالشكل والأسلوب فالرئيس مرسي يستطيع أن يحضر الصلوات في المسجد وأن يخطب في حلقات شعبية وأن يتقرب إلى الجماهير بأسلوب شعبي وليس رسمي وهذا ما لا يجيده مبارك ، وخلال أشهر قليلة وهي عمر حكم الرئيس مرسي بكى أكثر من 3 مرات كما رصدته الكاميرات الرسمية وأيضا بكى في مكة من الخشوع وهذا هو ما يريده الناس .. رئيسا شعبيا بعيدا عن الرسميات والتعقيدات ولكن هذا الذي يحبه الشعب يريدونه إلى جانب خطوات عملية يطلبونها ولم تحصل ، أذكر أنه في بداية تسلمه لمنصبه قال أنا لا حراسة لدي وفتح جاكيته ليرى الناس أنه لا يلبس واقي رصاص وأن كل الذين كانوا حوله لا يتعدون 4 أشخاص ولكنه قبل أسبوعين عندما ذهب إلى أسيوط كانت ترافقه فرقة حراسة قوامها 600 عنصر وهم مكلفون بحمايته فقط عدا عن أمن أسيوط وشرطتها المختلفة هذا مانشرته وقتها وسائل الاعلام المصرية  . إذن بدأت الأمور في مصر تأخذ منحنى آخر غير الذي قامت من أجله الثورة ، طبعا عدا عن مشكلة النائب العام الذي بقي في منصبه رغم المطالب الشعبية بإقالته ، وأيضا الحملات الأمنية ضد الإسلاميين والتي اتسمت بالشدة وخطاب الرئيس مرسي في اسيوط والذي كان يحتوي على عبارات تهديد ووعيد . هذا على الصعيد المصري أما في تونس فها نحن نرى كيف أن التصادم بين السلفيين والشرطة يوقع القتلى والجرحى رغم أن حزب النهضة هو الحاكم الفعلي لتونس ومع ذلك سالت الدماء الآن بينهما ووحده الله سبحانه وتعالى الذي يعلم ما تخبئه الأيام القادمة لتونس . وفي اليمن لم تسفر قيادة الإصلاح لأحزاب المشترك وكذلك للاعتصامات بأنواعها وللمعارضة المختلفة إلا عن مزيد من الانشقاقات وعدم الاستقرار فها نحن نرى بعد صالح أن اليد الطولى الآن في اليمن ليست لمن قاموا بالثورة بل للحوثيين في بعض المناطق وللذين يسعون للانفصال في مناطق أخرى وللقاعدة أيضا التي تفتعل الأحداث في عدة مدن ولغيرها ولم نرى للإصلاح أي برنامج إصلاحي مما كانوا ينادون به ليل نهار .. فأين الخلل إذن في عمليات التحول العربي ؟ المواطن الذي استرخص روحه ودمه ودماء أهله لنيل الحرية في هذه الدول لم يكن يعلم أن من يقوم بالثورة أناس ومن يقطف ثمارها أناس آخرون ، وأن ركوب الموجات المختلفة سواء كانت حزبية أو اجتماعية أو دينية إنما هو ضياع للأرواح التي أزهقت لأن المقصود بالتغيير هو التغيير الشامل نحو الأفضل وليس التغير السلبي ، فنحن نرى الآن أن التيار الذي ينادي بعودة مبارك أو على الاقل يعدد مزاياه وحسناته يزداد يوما بعد يوم وتختلف أساليبهم فلماذا ؟ وفي تونس الآن كثيرون يقولون ان عهد زين العابدين أفضل من الآن ، وأما اليمن فلا شك أن فئة كبيرة من الناس لا تزال ترى في صالح رئيسا لها وكأن شيئا لم يكن ، ولهذا فالأمر يستدعي الدراسة والتأمل والتفكير مليا فيما بدأت به الثورات وفيما وصلت إليه ، ومن السبب في وصول تلك الثورات ونتائجها إلى هذا الحال وهل حقا هم الأخوان المسلمون ؟ وهنا أقول : لا شك أن الأخوان المسلمون ليسوا قيادة واحدة في كل الدول حتى وإن تشابهت أسماءهم وأفكارهم وإنما هم أحزاب مختلفة وقد تكرس هذا الاختلاف منذ أن احتل صدام حسين الكويت حيث ظهر هذا الانقسام والاختلاف إلى العلن وانفصلت قيادة الاخوان في الكويت وباقي دول الخليج عن القيادة المصرية ، ولا شك أيضا أن التحديات التي تواجه الاخوان في العديد من الدول العربية ليست متساوية ، ففي الوقت الذي كان أعضاء الأخوان في سورية يواجهون الإعدام لمجرد الانتساب للاخوان كان اخوان مصر لهم الحرية المطلقة في الساحة السياسية المصرية . نعم ففي عهد مبارك لم يكن الاخوان المسلمون محظورون عمليا من العمل السياسي وكان لهم حضور شعبي ورسمي ولكن كان لنشاطهم حد وسقف إلا أنهم موجودون ومقراتهم معلومة ولهم اتصال مع أجهزة الدولة كجماعة كبيرة وفعالة على أرض الواقع ، وفي اليمن كان حضورهم في عهد الصالح قوي ومشارك أحيانا في صنع القرار ولهم اليد الطولى في كثير من الأوقات وما انضوائهم تحت المشترك إلا لأنهم لم يحصلوا على كل ما يريدون بل على أغلب ما يريدون ، وهنا الفارق بين الأخوان كتنظيم مصري أو يمني وبين الأخوان المسلمين السوريين .. ففي الوقت الذي كانت فيه المشانق تنصب للأخوان في سورية والمعتقلات لم تعد تتسع والمجازر في كل المدن سرا وعلانية ؛ كانت قيادات الأخوان المسلمين من الدول الأخرى كمصر واليمن وغيرها مرحب بها وعلى علاقات جيدة بالنظام السوري والإيراني ، وكم من تصريح للاخوان المسلمين في مصر يؤيدون فيه إيران وحزب الله ؟ بل كم مسيرات شعبية ومهرجانات وخطابات رفعوا فيها أعلام حزب الله واعتبروا أنه لا فرق بين سني وشيعي في العمل الإسلامي ؟ وهذا الكلام يشمل أيضا أخوان فلسطين "حماس" وإن كانت لهم ظروف تختلف عن غيرهم بحكم عدم الاستقرار واحتلال الأرض وحربهم مع عدو تاريخي للأمة . ونستطيع القول أن قيادة الاخوان المسلمين في سورية لا تتشابه مطلقا مع مصر أو اليمن أو حتى تونس وإن اجتمعت وتشابهت في العواطف والاتجاهات والسبب الرئيسي لذلك هو تقارب الآخرين مع النظام السوري في السابق ، والتي قادت هذا التقارب تدريجيا هي إيران بحكم العلاقة المميزة مع سورية ، فكيف يجتمع النقيضان؟ وأيضا حتى الآن لا نرى بيانا واضحا من الاخوان المسلمين في مصر يندد بإيران أو بالممارسات الإيرانية في سورية أو يندد بحزب الله وأعماله أو حتى يوضح للناس الحقائق فلماذا ؟ أليسوا الآن على قمة السلطة بمصر؟ ما الذي تغير في مصر وخاصة في مطالب الثورة الأساسية التي أوصلتهم الى سدة الحكم ؟ ماذا فعلوا؟ وما الذي تغير في حياة المواطن المصري؟ حتى الآن لا نرى إلا وعودا مع مهرجانات خطابية ودموع أثناء الصلاة وتجييش للعواطف الإسلامية ، وأما خطوات على أرض الواقع فلا يوجد "حاليا على الأقل" ، وما كان يحصل في السابق يجري الآن وعلى أضعاف ما كان في عهد مبارك .. الاعتقال والملاحقة وقوائم الممنوعين وقوائم المطلوبين والحظر والمصادرة والاتهام والخلايا النائمة والتي قد استيقظت وخلية سيناء وخلية نصر ومحاولة انقلاب وزعزعة أمن .. وكل هذه الاسطوانة كانت في العهد السابق وهاهي تعود من جديد فأين التغيير ؟ أما في سورية فالأمر يختلف تماما سواء كانت قيادة الثورة للاخوان أو لغيرهم لأن ما يواجهه الشعب هناك هو إبادة حقيقية واضحة للعيان وقتلى بالمئات يوميا وخطر التقسيم ومؤامرة كبرى ضد الشعب لأن لسورية وضع خاص وإلا لماذا جن جنون موسكو وبكين على سورية ولم نشهد هذا الجنون عندهم في ليبيا أو تونس أو اليمن أو حتى مصر ؟ ولماذا تصمت امريكا والغرب على ما يجري وهي في العادة تريد اي سبب للتدخل في دول المنطقة فلماذا لم تتدخل في سورية؟ هل فعلا تحتاج إلى قرار أممي أم أن ما يقوم به بشار وجنده يفوق عشرات المرات ما كانت أمريكا تنوي فعله في سورية ؟ الاخوان المسلمون في سورية مصدومون من مواقف نظرائهم في مصر ولكنهم كانوا يتوقعونه حسب قراءتهم للمعطيات السابقة وهم كغيرهم من الاحزاب السورية لا يراهنون إلا على الشعب لأن هذا الشعب هو الذي يصنع الحرية الآن بدمه وروحه ولعل أجمل كلمة قرأتها منذ أيام هي أن من يحكم سورية هو من يحررها.

 


تحية لدوما ولكل المدن السورية

الاثنين 13 ذو الحجة 1433هـ - 29 أكتوبر 2012م
بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

منذ أيام أخبرني صديق يقيم في دبي أنه اجتمع في أحد الفنادق مع مجموعة من الأصدقاء بوفد أمني روسي يزور الإمارات " حسب قوله " وقال أن أحد أفراد الوفد تكلم بحرية عندما تطرقوا إلى موضوع سورية ومذابح النظام وما شابه وتوقف عند ذكر مدينة دوما وقال أن هناك مخطط لإزالتها من الوجود وأن هذا المخطط قد أعد مسبقا لكونها في قلب العاصمة وسيطرة الثوار عليها يعني سقوط دمشق ، هذا جزء مما قاله الدب الروسي وما نقله لنا أحد المستمعين وقد سرب الخبر إلى عدد من وسائل الإعلام وبغض النظر عن كل أقوال هذا الدب وبقية القطيع الذين يرافقونه فإنني أقول هنا : إن مدينة دوما الصامدة مثلها مثل كل المدن والقرى السورية قدمت ولا تزال العديد من الضحايا الأبرياء الذين يسقطون يوميا برصاص الغدر وقذائف الخيانة وطيران الحقد ، ولكنها كانت ولا تزال صامدة صمود الجبال بوجه هذه المحنة التي نتمنى أن تزول سريعا لتشرق في ربوع سورية كلها شمس المحبة والسلام والحرية المنشودة . إن دماء الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ربوع دوما لا تقل طهارة عن دماء شهداء بقية المدن السورية بل كلهم إن شاء الله في عليين عند مليك مقتدر . فهذه الدماء هي التي تسطر الآن تاريخ سورية الحرة ، وهي التي تكتب بأحرف من نور صفحات العز والمجد لهذا الشعب الذي أثبت للعالم أنه طالب حرية مهما كان ثمنها ، وما يقال عن تدمير دوما ومسحها من الوجود إنما هي أحلام وتخيلات للنظام الحاقد يحاول أن ينفذها ويبث الرعب في قلوب أبناءها ولكن هيهات له ذلك ففي دوما {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ، وفي دوما كما في المدن الأخرى شبان وضعوا أرواحهم على أكفهم ليقدموها قربانا للحرية المنشودة .. تحية لكل السوريين الشرفاء أينما كانوا وألف تحية لدوما وبقية المدن السورية .

 


ربح البيع يا شهداء سورية
  الأحد 12 ذو الحجة 1433هـ - 28 أكتوبر 2012م
بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي
حسب التقارير والصور الموثقة فإنه في دوما وحدها ينال شرف الشهادة فيها كل ساعة رجل أو طفل أو شيخ عجوز أو امرأة أي ما يعادل 24 شهيدا في اليوم والليلة فقط في دوما وما حولها بما يعرف بريف دمشق وهو رقم قياسي إذا ما قورن بباقي المدن والمحافظات ، وأما إذا اجتمعت كل تلك الأرقام في جميع أنحاء سورية فإنها تمثل ما متوسطه 100 - 150 شهيدا يوميا وهذا ما جعل العالم يقف عاجزا عن رد الفعل لأنه واحد من اثنين ؛ إما متآمر ومشارك بنحو أو آخر في تلك المجازر ومثال على ذلك روسيا والصين وإيران والغرب وإسرائيل وحزب الله ، وإما عاجز عن الدعم والحسم وهو مع الشعب السوري قلبا فقط وليس قالبا ومثال على هذا دول الخليج والأردن ومصر وتونس والعديد من البلاد الإسلامية ، وما بين هذا وذاك يكمن الموت المتربص برجال سورية على النحو الذي ذكرناه سابقا .. أما الطرف الأول وعلى رأسهم السلطة الحاكمة في دمشق فهم يراهنون على الزمن مع البطش والإرهاب ، وأما الثاني فيراهنون على الإرادة الشعبية وحماس المقاتلين وصبرهم ، وفي كلتا الحالتين فإن الذي يواجه آلة الدمار والموت في سورية هم أبناءها وفلذات أكبادها فقط وهم الوحيدون الذين يراهنون على نصر الله - ألا إن نصر الله قريب

السبت 11 ذو الحجة 1433هـ - 27 أكتوبر 2012م

منظمة الدعوة الإسلامية في إندونيسيا


حقائق واتهامات

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لا شك أن حديثي هذا عن منظمة الدعوة الإسلامية في اندونيسيا لن يعجب كثيرا من الاندونيسيين الذين يرون أن هذه المنظمة مجهولة الاتجاه وما ذاك إلا لأن أتباع هذه الجماعة وعلى رغم كثرتهم لا يحبون الظهور الإعلامي وإن أحبوه فهم لا يجيدونه على غرار منظمة المحمدية أو نهضة العلماء أو جمعية الإرشاد وكلهم محصورون في اندونيسيا خصوصا ، ولكنني وبعدنا سمعت الكثير من الاتهامات عنهم بحثت وقرأت ودرست وقابلت العديد منهم وعرفت أنهم بكل بساطة جماعة على الكتاب والسنة لا يفرضون مذهبا معينا فهم سلفيون وعلى منهاج التوحيد ولهذا فقد سارعت المنظمات الأخرى بشن الحملات عليهم بنشر قصص كاذبة تارة والتهجم على فكرهم تارات عديدة وأنا هنا لست بصدد الترويج لهم أو الدفاع عنهم فهذا شأنهم ولكنني أذكر أن العديد من الأصدقاء حذرني منهم كأصحاب فكر منحرف وعندما تبين لي خطأ الاتهام بحثت عن أصولهم ووجدت للأسف عددا من أصحاب الأقلام المأجورة قد نشرت أكاذيب عنهم واتهمتهم بأنهم هم "الأحمدية" والمقصود "القاديانية" ، والآخرون اتهموهم بأنهم من التكفير والهجرة وأنهم يعتقدون انه من ليس منهم فهو كافر ، وكل هذا باطل جملة وتفصيلا ، فهم جماعة فكر وعلم وتوحيد يدعون للعلم وينتهجون نهج السلف الصالح في كل مسلكهم وعبادتهم ويرحبون بأي حوار وأي نقاش قائم على احترام الآخر ، ومكاتبهم مفتوحة للجميع ولهم تواصل مع جميع الحركات والجمعيات الاندونيسية ، كما أن نشاطهم الدعوي قد بلغ مداه حيث أن عددهم رسميا فاق 15 مليون منتسب ولهم أكثر من 4000 مركز ومئات المساجد والمدارس والمعاهد ، وأخيرا وجدت حكومة اندونيسيا أنها قد أخطأت في البداية بإبعادهم عن نشاط وزارة الأديان الرسمي وأنها سمعت ضدهم من أصحاب الفتن " والعمامات مختلفة الألوان " وأنها كانت ضحية فتنة أوقعها بها سالفو الذكر فأكرمتهم وسمعت منهم ، وللحقيقة أقول : إن الذين يشوهون صورتهم وسمعتهم إنما ينطلقون من أحد الفريقين إما التشويه عن جهل وعدم دراية أو عن علم وخبث وهم المأجورون، ومثال على ذلك ما كتبه أحد الاندونيسيين في صحيفة اندونيسية ويدعى " هرتونو احمد جائز " وهو صحفي يتبع منظمة المحمدية وعند البحث عن المذكور تبين أنه اعتاد التطاول على الجماعات والرموز الدينية كنوع من التقرب لجماعته المحمدية وهو صاحب علاقات مشبوهة وقد استدعته الأجهزة الأمنية أكثر من مرة وله مجلس جدال في إحدى الجامعات الإسلامية الاندونيسية . ولأن الصحافة هي مهنة البحث عن المعلومات فما توفر لدينا من معلومات عن المذكور ترقى لمستوى "الإجراءات الخاصة بالأمن" وليس للنشر والتشهير ولعل أفضل تشبيه لهذا الصحفي هو قول الشاعر العربي "إذا أتتك مذمتي من عدو فهي الشهادة لي بأني كامل" مع مراعاة تعديل كلمة "عدو" إلى "سفيه" عند الضرورة. إن المدعو "هارتونو" عندما تطاول على منظمة الدعوة الاسلامية كان يعلم أنهم أطيب بكثير من أن يقوموا بالرد عليه أو نشر أي شيء ضده لأن هذا ليس مسلكهم أو منهجهم ، وأنا عندما اطلعت على بعض ما نشر وأنه صب جام غضبه عليهم لأنهم من أتباع السلف الصالح كان لابد لي أن أوضح ما توصلت إليه ، ومن الغريب أن نجد أن كل الذين يتهجمون على منظمة الدعوة الإسلامية في اندونيسيا هم من المقربون تماما لبعض الجهات المشبوهة وأيضا لهم ارتباطات وربما رواتب ومنح من سفارة أو أكثر اعتادت الإساءة لكل ما هو سني أو سلفي وللأسف بعض مسؤولي المحمدية يسرهم ذلك ويرضوه وخاصة أن عددا كبيرا من جماعة المحمدية مشوشو الفكر وفاقدون للبوصلة تماما ، ومن المشبوهين أيضا شاب مغمور اسمه أمين جمال الدين سبق أن قرأت له موضوعا عن منظمة الدعوة الإسلامية يتهمهم فيه أنهم يكفرون من ليس منهم وأنهم لا يصلون إلا في مساجدهم ومن هذا الكلام وكله عار من الصحة فهم يستغلون المجتمع الاندونيسي الذي يصدق كل ما ينشر ولا يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة فمنظمة الدعوة الإسلامية في اندونيسيا هي جماعة إسلامية سنية على كتاب الله وسنة رسوله تسعى لتعليم أفرادها مختلف العلوم وتتخذ لنفسها نهجا علميا قائما اساسا على عقيدة التوحيد ولهم في حياتهم التنظيمية خمس مبادئ ومراحل يسيرون عليها أولها العلم ثم العمل ومن ثم الدعوة وبعدها التواصل وآخرها الطاعة ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وأما أصحاب الأقلام المشبوهة من منتسبي الجماعات المختلفة فنجد أن مبادئهم تكون بالطاعة أولا والطاعة آخرا ، وتقديس "الحبيب" إن صح التعبير

 


الاثنين 22 ذو القعدة 1433هـ - 8 أكتوبر 2012م

دوما .. قصة مدينة منكوبة
بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي
مدينة دوما او مدينة المآذن ، عاصمة ريف دمشق واكبر مدن الريف السوري تعدادا للسكان . لم يكن حقد النظام السوري على المدينة وليد الاحداث او الثورة بل هو منذ عشرات السنين وذلك لعلم النظام بالتركيبة السكانية والاجتماعية والثقافية للمدينة تماما مثل حقده على مدينة حماة وقمعها بين الحين والآخر ،ومن يرى دوما الان لايعرفها وهي التي كانت واحة الغوطة ومركز خيرات الشام ، ولن اتحدث في مقالي هذا عن تاريخ المدينة فقد سرده الكثيرون وسجلته امهات الكتب والمراجع عبر فترات متتالية من الزمن ، ولكني سأذكر للقراء الاعزاء ان مخطط تدمير المدينة كان معدا قبل اندلاع الثورة بسبب توجهها الديني واستعصائها على التشيع خاصة وان المراجع الدينية في ايران اعطت الضوء الاخضر لتخريب دوما وبعض مدن حماه وريف حمص وقرى عديدة وهي التي فشل بها المبشرون الشيعة على مدى سنوات من العمل ، ويذكر التاريخ القريب جدا ان احد آيات ايران عندما فشل في اقامة حسينية للشيعة في دوما وكذلك لم يستطيع القاء دروسه التبشيرية فيها قال : سندخلها كشيعة على انقاض وجثث اهلها " هذه المقولة وجدتها في اكثر من موقع وذكرها لدينا الثقات " وايضا كلنا يذكر كيف ان دبابة دخلت دوما في بداية الاحداث وقد كتب عليها "ستبكي عليك بابا عمرو يادوما " ووقتها كانت المجازر الكبرى تتم في حمص والشمال فلماذا هذا الاعداد المسبق لتدمير دوما قبل ان تقترف المدينة مايستوجب الازالة ؟ . دوما مدينة الاباء والرجولة والشهامة والكرم يعرفها كل من زارها وكل من تعامل مع اهلها ، لم يستطيع النظام ان يغير شيئا كثيرا من طبائع اهلها وعاداتهم وطيبتهم على مدى سنوات من المحاولة ، متدينة وملتزمة ولها ثوابت واسس ، من عاش فيها لزم طريق الادب والصواب وتعلم سلوك الرجال ، تجمع بين الريف والمدينة كما تجمع بين العلم والعمل ، رجالها جبال شامخة ونفوس ابية وتضحيات متواصلة ، ونساؤها حرائر واخوات الرجال ، واطفالها مشاريع رجولة لاتتوقف ، كانت اول من ضحى في دشق ودم اهلها اول دم سال في الشام ولهذا سارع النظام الى تنفيذ مخططه فيها فدمر بنيانها واهدر دم اهلها واعمل فيهم القتل والتشريد ، صغيرهم قبل كبيرهم ، ونسائهم قبل رجالهم ، واطفالهم قبل عجائزهم ، لم يسلم من رصاص حقده لاشيخ ولا عجوز ولا امرأة ولاطفل رضيع ولم تسلم حتى الدواب والحيوانات ، وكأنها "وصية شارون في اطفال غزة " دوما الان مدينة منكوبة ، مهجورة ، مدمرة ، لاحياة فيها ، تتشح بالسواد العام ومع هذا لايزال النظام يخشى حتى من مقابرها ، فقصف الاموات خوفا من عودتهم للحياة ورعبا من مقولة ان " في دوما الثأر لايموت " .  
----------------------------------------------------------------------------------------------------
___________ ___________ ___________ ___________ ___________
طريقة الدخول
بحث
تصويتنا
...
هل ترى أن الحل السياسي في سورية ممكن بعد فشل كل جهود المبعوثين الدوليين ؟
...
...
مجموع الردود: 424
أصدقاء الموقع
  • إنشاء موقع مجاني
  • منتدى الدعم والمساعدة
  • افضل 100 موقع
  • Facebook
  • Twitter
  • مقالات تقنية
  • إحصائية

    المتواجدون الآن: 1
    زوار: 1
    مستخدمين: 0